ALFAHD SHOW ALFAHD SHOW
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

تأثير كأس العالم 2030 على الاقتصاد المغربي والتنمية الشاملة




حصل المغرب على شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2030 لكرة القدم، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، وفق ما أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء، وهي خطوة يتوخى منها الكثير من المغاربة أن تنعكس إيجابا على البلاد وتنميتها.

واستحضر مجموعة من المتفاعلين مع الخبر، الذي زفّه في البداية الملك محمد السادس في بلاغ للديوان الملكي، مجموعة من التجارب في عدد من البلدان، أهمها إسبانيا، التي مكّنتها هذه التظاهرة الدولية من التموقع في مراكز متقدمة، لاسيما على المستوى الاقتصادي والسياحي.

منذ أعلن المغرب نيّته المشاركة في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، تراوحت الآمال والتحديات. ورغم التقييمات الفنية التي تظهر تفاؤلًا، إلا أن هناك مجموعة من المخاطر والعقبات التي يمكن أن تؤدي إلى إقصاء المغرب من التنظيم. الهدف من هذا المقال هو تسليط الضوء على تلك الأسباب، لمساعدة على استشراف ما قد يُعيق الطريق.


1. المتطلبات والتقييم الفني من الفيفا

تقييم فني إيجابي، لكن ليس نهائيًا
تقرير الفيفا الخاص بالملف المشترك (المغرب–إسبانيا–البرتغال) يشير إلى أن العرض "يتجاوز الحد الأدنى من المتطلبات" من الناحية التقنية، خصوصًا البنية التحتية الرياضية والملاعب. 
لكن هذا لا يعني ضمان القبول النهائي، لأن هناك عوامل أخرى تؤثر مثل الالتزام بالمواعيد النهائية، وضمان الجودة في التنفيذ.

مواعيد الانجاز والجدول الزمني
هناك ملاعب يجب إنشاؤها أو تجديدها، وبعضها مرتبط بمواعيد نهائيات بطولات سابقة مثل كأس أمم إفريقيا 2025. أي تأخر في تسليم هذه المرافق في الوقت المحدد من قبل الفيفا يُعدّ خطرًا كبيرًا. 




2. التحديات المالية والاقتصادية

تكلفة ضخمة مقابل التقديرات
تقرير من المـعهد المغربي لتحليل السياسات (MIPA) يحذّر من أن المكاسب الاقتصادية قد تُبالَغ فيها، وأن التكاليف الحقيقية ستكون أعلى من التوقعات. 
كذلك، هناك استثمار ضخم يُقدّر بمليارات الدراهم لتجهيز المرافق والملاعب والنقل والفنادق. 

تمويل مشترك وضغط على الميزانية العامة
المغرب يعتمد على مزيج من التمويل من الدولة، الشراكة مع القطاع الخاص، والقروض. إذا لم تُدار هذه العملية بحكمة، قد تتعرض الميزانية العامة لضغط كبير، وقد يظهر هذا كعامل سلبي في التقييم الدولي. 




3. البنية التحتية والمرافق

ملاعب وتجديدها
المغرب اقترح عدة ملاعب لاستضافة مباريات كأس العالم، بعضها جديد وبعضها يحتاج إلى تجديد. على سبيل المثال، ملعب Grand Stade Hassan II في بني سليمان سيكون ملعبًا جديدًا كبيرًا جدًا. 
التجديدات الكبيرة والمشاريع الضخمة تحتاج إلى مراقبة دقيقة وجودة تنفيذ عالية.

النقل والمواصلات والمطارات
لا يكفي أن تكون الملاعب جاهزة، يجب أن تكون المواصلات بين المدن المضيفة، المطار، والفنادق قادرة على التعامل مع التدفق الكبير للجماهير. التأخيرات أو ضعف التحكم في اللوجستيات قد تكون نقطة ضعف. 

خدمات الدعم: الفنادق، الخدمات الصحية، الأمن
حجم الزوار يتطلب توفير فنادق كثيرة، خدمات طبية على مستوى دولي، أمن، تنظيف، طعام… ضعف في أي من هذه الجوانب قد يُستخدم ضد الملف. 




4. الاستدامة بعد الحدث (Legacy)

مخاطر الملاعب المهجورة
إن استُخدمت الملاعب فقط لأغراض البطولة ثم تُركت دون جدوى واضحة، هذا يُعدّ عبئًا ماليًا. تقرير من مركز الفِكر الاقتصادي والاجتماعي يتنبأ بخطر أن تصبح بعض المنشآت بعد 2030 غير مجدية إن لم تُدار خطة ما بعد الحدث. 

التنمية الحضرية والمرافق المتكاملة
من المهم أن المشاريع تكون جزءًا من رؤية تنموية شاملة: شبكات النقل، السكن، المرافق الاجتماعية، إلخ، كي تستفيد منها المجتمعات بعد انتهاء البطولة. 




5. القضايا السياسية والدبلوماسية

قضية الصحراء الغربية
الخلاف حول وضع الصحراء الغربية قد يُثار من جديد، ويمكن أن يُستخدم من قِبل منتقدين دوليين. بعض المنظمات تطرح قضايا حقوق الإنسان والحدود عند تقييم الملفات الدولية مثل كأس العالم. 

العلاقات الدولية، الضغوط الحقوقية، الصورة الدولية
المغرب قد يواجه ضغوطًا من منظمات حقوقية أو وسائل إعلام دولية إذا ظهرت تقارير عن تجاوزات في حقوق الإنسان، ظروف العمال في المشاريع، أو سياسات حماية الحقوق المدنية أثناء الاستعدادات. مثل هذه القضايا قد تؤثر على صورة الملف لدى الفيفا والمؤتمرات الدولية.




6. المخاطر الاجتماعية والاحتجاجات

الاحتجاجات الشعبية
في المغرب، ظهرت احتجاجات من الشباب (حركة Gen Z وما شابه) ينتقدون الإنفاق على البنى التحتية الرياضية في حين أن خدمات مثل الصحة والتعليم لا تزال تعاني من نقص. 
إذا استمرت هذه الاحتجاجات وتوسّعت، قد تشكّل عقبة سياسية كبيرة، وربما تؤثر على قدرة الدولة على تقديم ملف متماسك دون جدل داخلي كبير.

المساءلة والشفافية
من المهم أن تكون كل المشاريع بتدقيق مالي واضح ومراقبة شاملة، حتى لا تُتهم الدولة بإضاعة المال أو الفساد. أي فضائح مالية أو قانونية قد تؤثر بشدة على موقف المغرب.





7. المقارنة مع منافسين محتملين

رغم أن الملف المغربي مشترك مع إسبانيا والبرتغال، المنافسة قد تظهر في مدى استيفاء المنافسين لمعايير الفيفا بشكل أفضل في جوانب محددة، مثل:

المرافق القائمة التي تكون جاهزة دون تجديد كبير

القدرة على تجنّب التكاليف الزائدة أو المفاجئة

استقرار سياسي واجتماعي أكبر


أيضًا، حسن الصورة الدولية والسياسات الخارجية المتعلقة بحقوق الإنسان والدبلوماسية قد تلعب دورًا إذ أنهم يُقيّمون كل ملف في سياقه العالمي.





8. خلاصة: كيف يمكن تفادي الإقصاء؟

لتجنب الإقصاء، يُنصح:

الالتزام الصارم بالجدول الزمني للمشاريع الإنشائية والتجديد

ضمان الرقابة المالية والشفافية في كل مراحل التنفيذ

إشراك المجتمعات المحلية لتقليل الاحتجاجات والمخاوف الاجتماعية

ضمان جودة الخدمات المساندة (النقل، الأمن، الصحة، الفنادق…)

التعامل بحكمة مع القضايا السياسية والدبلوماسية، وضمان أن الملف لا يتصبغ بصور سلبية تتعلق بحقوق الإنسان أو النزاعات الإقليمية




إجمالًا، المغرب في موقف قوي نسبيًا مع الدعم الرسمي والتصميم، ومع ملف مشترك يُوصَف بأنه يتجاوز الحد الأدنى من متطلبات الفيفا. لكن القوة وحدها لا تكفي إذا كانت هناك عوامل فنية، مالية، اجتماعية، أو سياسية تُهمل. كل هذه العوامل يجب أن تُدار بكفاءة ومصداقية. إذا سارت الأمور على ما يرام، فالمغرب لديه فرصة كبيرة، أما إذا تكرّر التأخير أو ضعف الشفافية أو تصاعد الاحتجاجات، فالإقصاء يصبح احتمالًا واقعيًا.





عن الكاتب

Admin

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ALFAHD SHOW